أحيانا قد يستيقظ الشخص النائم ليلا، ويجد صعوبة في معاودة النوم مرة أخرى بشكل سريع، وهو ما يلقي بظلاله على وجود خلل في الساعة البيولوجية، مما يستلزم ضرورة التعامل مع ذلك الأمر سريعا في حالة حدوثه بشكل متكرر. لذا وكبداية لابد من معرفة العامل المسبب للنوم المتقطع، ومن ثم اتخاذ التدابير العلاجية اللازمة حياله.
أسباب النوم المتقطع
- الشيخوخة: يلاحظ أنه مع التقدم في العمر، تطرأ العديد من التغيرات الفسيولوجية التي تؤثر على النوم من حيث الكم أو الكيف، حيث يحتاج كبار السن إلى عدد أقل من ساعات النوم، كذلك فإن فرص حدوث النوم المتقطع تتزايد على نحو لافت.
- سن اليأس: أيضا وعلى سياق متصل، مع وصول المرأة إلى مرحلة سن اليأس وانقطاع دورة الطمث الشهرية، تطرأ العديد من التغيرات الهرمونية المصاحبة، والتي يكون لها بالغ الأثر على النوم، حيث يعاني قطاع عريض من السيدات من اضطرابات النوم بمختلف أنواعها، والتي تشمل النوم المتقطع.
- السلوكيات المرتبطة بنمط الحياة: تؤكد الدراسات الطبية على أن النوم المتقطع قد يرتبط بالعديد من السلوكيات اليومية التي قد ينتهجها البعض على نحو خاطئ، منها على سبيل المثال لا الحصر، الإكثار من تناول المشروبات الغنية بالكافيين، ولاسيما في أوقات الليل. كذلك فإن تناول الأطعمة الدسمة ليلا يزيد من فرص حدوث الإصابة بالنوم المتقطع والاستيقاظ ليلا على نحو متكرر. أيضا فإن النوم لساعات طويلة أثناء النهار أو التواجد في بيئة نوم غير مريحة (ارتفاع أو انخفاض درجة حرارة غرفة النوم، وجود ضوضاء أو إضاءة مرتفعة بغرفة النوم، فراش أو وسائد غير مريحة … إلخ) قد تتسبب كذلك في النوم المتقطع.
- الأدوية: هناك العديد من الأدوية التي قد يتسبب استخدامها على المدى الطويل أو وفق جرعات عالية في ظهور عدد من الأعراض الجانبية التي تتضمن بشكل أساسي الإصابة بالأرق أو النوم المتقطع، ولعل أبرز هذه الأدوية … مضادات الاحتقان (يحتوي معظمها على مواد منبهة قد تتسبب في النوم المتقطع)، بعض أدوية علاج أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، أدوية علاج مرض باركنسون، بالإضافة إلى أدوية علاج حالات اضطراب نقص الانتباه المصحوب بفرط النشاط. وبشكل عام، ينصح بمعاودة الطبيب المعالج في مثل هذه الحالات، وذلك لتعديل الجرعة الدوائية المقررة أو لاستبدال الدواء المتسبب في النوم المتقطع إذا لزم الأمر.
- كثرة التعرض للضغوط النفسية والعصبية على مدار اليوم: يلاحظ أن هذا الأمر يزيد من فرص الإصابة بالأرق والاستيقاظ ليلا، ولاسيما إذا كان هذا التوتر مصحوبا بالتفكير المفرط في أمور شخصية أو مالية … إلخ.
- فرط نشاط الغدة الدرقية: يتسبب زيادة مستوى هرمون الغدة الدرقية في التعرق الليلي الغزير المصحوب بالكوابيس والأحلام المزعجة، وهو ما يتسبب بدوره في النوم المتقطع.
- الآلام المزمنة: لا خلاف على أن الشعور المستمر بالألم هو أحد العوامل التي تؤثر بشكل لافت على جودة النوم، وبالتالي يتسبب في النوم المتقطع، ولعل أبرز صور المشكلات الصحية المرتبط بالآلام المزمنة هي … التهابات المفاصل المزمنة، آلام آسفل الظهر، مرض الأمعاء الالتهابي، متلازمة الإرهاق المزمن، الألم العضلي الليفي، الصداع المزمن بكافة صوره، بالإضافة إلى الصداع النصفي … إلخ.
- المشكلات الصحية المرتبطة بالتبول المفرط والمتكرر أثناء الليل، كما في حالات مرض السكري، التهابات المثانة، بالإضافة إلى تضخم البروستاتا لدى الرجال & السقوط الرحمي بالنسبة للسيدات.
- وأخيرا، هناك عدد من المشكلات الصحية التي ترتبط بشكل أو بآخر باضطراب النوم، ومن ثم الشكوى من النوم المتقطع، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: مرض باركنسون، أمراض الجهاز التنفسي ولاسيما الحساسية المزمنة، ارتجاع المرئ وحرقة المعدة، انقطاع النفس الانسدادي النومي، التهاب الأعصاب الطرفية … إلخ.
متى يتوجب زيارة الطبيب
ينصح بزيارة طبيب مختص في حالة الشكوى من النوم المتقطع بشكل متكرر، وخاصة إذا كان مصحوبا بالشعور بالنعاس الشديد أثناء النهار بشكل يؤثر على القيام بالأنشطة اليومية الاعتيادية، كذلك ينبغي أيضا زيارة الطبيب إذا كان النوم المتقطع مسئولا بشكل مباشر أو غير مباشر عن تغير الحالة النفسية والمزاجية.
وبشكل عام، تهدف زيارة الطبيب في مثل هذه الحالات إلى إجراء تقصي لمعرفة العامل المسبب للنوم المتقطع، ومن ثم العمل على علاجه بشكل منهجي صحيح، بما يضمن الحصول على عدد ساعات كافي من النوم الصحي المريح دون أن يتخلله أي انقطاع.