أسباب الإصابة بالأرق واضطرابات النوم لدى النساء
يصنف الأرق باعتباره أحد أكثر اضطرابات النوم شيوعا وانتشارا، والذي يتخذ العديد من الصور، مثل البقاء مستيقظا لفترة طويلة دون نوم، أو صعوبة البدء في النوم، أو الاستيقاظ من النوم أثناء الليل وعدم القدرة على معاودة النوم مرة أخرى، أو الشعور بالتعب والإرهاق بعد الاستيقاظ من النوم صباحا. وبشكل عام، تؤثر هذه الأنماط جميعا من الأرق على الحالة الصحية العامة، كما تتسبب في تدهور القدرات الذهنية والإدراكية على نحو لافت.
ومن الجدير بالذكر في هذا الشأن أن اضطرابات النوم عموما، والأرق على وجه الخصوص، أكثر شيوعا في النساء مقارنة بالرجال، ولاسيما مع التقدم في العمر. لذا من خلال هذه السطور القليلة القادمة سوف نسلط الضوء على أبرز أسباب الإصابة بالأرق واضطرابات النوم لدى النساء.
أولا .. أسباب مرتبطة بالنساء فقط
تشير الدراسات الطبية إلى أن جسد الأنثي يمر بالعديد من المتغيرات الهرمونية التي تزيد من خطر الإصابة بالأرق واضطرابات النوم، نذكر منها ما يلي:
- دورة الطمث الشهرية: مع وصول الأنثى إلى مرحلة سن البلوغ، تبدأ دورة الطمث الشهرية بالنزول كل 28 يوم تقريبا، والتي تستمر عادة لفترة تتراوح بين 3 – 5 أيام. ويلاحظ أنه خلال الأيام التي تسبق موعد نزول الدورة الشهرية، يعاني قطاع عريض من السيدات من الأرق واضطرابات النوم. كذلك فقد لوحظ أن السيدات اللاتي يعانين من اضطرابات الدورة الشهرية هن أكثر الفئات المعرضة للإصابة بالأرق واضطرابات النوم.
- الحمل: تتسبب التغيرات الهرمونية المصاحبة للحمل في التعرض للأرق واضطرابات النوم. كذلك فإن كبر حجم الرحم، ومايصاحبه من أعراض مرضية مزعجة كحموضة المعدة وتشنج عضلات الساق والرغبة المتكررة في التبول، قد يحول دون الحصول على عدد ساعات كافية من النوم الهادئ المستمر أثناء الليل.
- الوصول إلى مرحلة سن اليأس: مع وصول المرأة إلى مرحلة سن اليأس، والتي فيها تتوقف دورة الطمث الشهرية عن النزول بشكل دائم، يمر جسد المرأة بالعديد من المتغيرات الفسيولوجية، منها على سبيل المثال لا الحصر، الهبات الساخنة والتعرق الليلي الغزيز، وهي كلها عوامل تؤثر بشكل مباشر على النوم المريح، ولاسيما أثناء الليل. وفي مثل هذه الحالات، يعد العلاج الهرموني التعويضي بمثابة العلاج السحري للقضاء على الأرق واضطرابات النوم، وما يصاحبه من أعراض مزعجة أخرى.
ثانيا .. أسباب عامة تؤدي إلى الإصابة بالأرق واضطرابات النوم لدى النساء
- المشكلات الصحية: عادة ما يكون الأرق واضطرابات النوم أحد الأعراض المرضية المصاحبة لعدد من المشكلات الصحية، مثل … انقطاع النفس الانسدادي النومي، متلازمة تململ الساقين، هذا بالإضافة إلى المشكلات الصحية المزمنة، مثل … اضطرابات الغدة الدرقية، مرض باركنسون، أمراض القلب، التهابات المفاصل. كذلك يعد الأرق واضطرابات النوم عامل مشترك لجميع الاضطرابات النفسية تقريبا، ولاسيما حالات القلق والاكتئاب.
- الأدوية: هناك بعض الأدوية التي قد يتضمن استخدامها الإصابة بالأرق واضطرابات النوم، ولعل أبرز هذه الأدوية … أدوية علاج الاكتئاب، بعض أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم، بعض أدوية علاج الربو القصبي، بالإضافة إلى أدوية إنقاص الوزن التي تحتوي على مادة الكافيين.
- ممارسات النوم الخاطئة، والتي تتضمن استخدام الهواتف المحمولة أو مشاهدة التلفاز بغرفة النوم قبل الموعد المقرر للنوم مباشرة. كذلك فإن تناول الطعام أو شرب المشروبات الغنية بالكافيين كالشاي والقهوة قبل النوم يزيد من فرص الإصابة بالأرق واضطرابات النوم.
- عدم تعيين روتين ثابت للنوم، ولاسيما عند أخذ قيلولة طويلة أثناء النهار.
- الشعور المستمر بالتوتر أو كثرة الانخراط في التفكير، ولاسيما عند الدخول إلى الفراش والاستعداد للنوم.