إن كان طفلك يعاني من تكرار في التهابات اللوزتين أو اللحميات الأنفية فسيتأثر مجرى التنفس العلوي بشكل كبير مما يمنعه من التنفس الصحيح عن طريق الأنف و يلجأ الطفل تلقائياً للتنفس من الفم. إن الاعتياد على التنفس من الفم يزيد فرصة الإصابة بالاتهابات والأمراض بسبب دخول كمية كبيرة من الهواء الجاف، البارد و غير المنقى من الشوائب إلى الجهاز التنفسي و الجهاز الهضمي. من الجدير بالذكر أن وجود حساسية اتجاه أكل معين يؤدي إلى حدوث تهيج في جهاز المناعة و إفراز أجسام مضادة؛ الأمر الذي يزيد من تضخم في حجم اللوزتين و اللحميات الأنفية و يؤثر على طريقة التنفس مما يزيد الوضع سوءاً. يبدو جلياً أن هذه الحالة دائرة يجب كسرها للتخلص من المشكلة و تبعاتها بشكل نهائي.
إن كنت تلاحظين ظهور طفح جلدي أو حكة على طفلك بعد تناوله نوع معين من الأكل، فعليك الانتباه لوجود تحسس اتجاه إحدى مكوناته. تظهر أعراض التحسس عادة إما على شكل طفح جلدي، حكة، إحمرار ، عطاس، سيلان في الأنف أو تضيق في الشرايين و تضيق مجرى التنفس. كما قد تظهر الحساسية على شكل انتفاخ أسفل العينين أو حتى احتقان في مجرى التنفس. قد تؤدي الحساسية المفرطة إلى حدوث انقطاع تنفس إنسدادي أثناء نوم الأمر الذي يؤثر سلباً على نشاط طفلك و تركيزه خلال اليوم و يؤثر أيضاً على نومه في الليل.
يمكنك اللجوء لعمل فحص مخبري لمعرفة الأصناف الغذائية التي تسبب لطفلك الحساسية و بالتالي تجنبها لمنع حدوث أي مضاعفات جانبية من شأنها أن تؤثر على صحة الطفل و نشاطه. كما يمكن استبدال الأغذية التي تسبب الحساسية لطفلك بأغذية أخرى تعطي نفس الفائدة الغذائية لتجنب حدوث نقص في أحد العناصر الغذائية عند طفلك.
لكن ما علاقة ذلك بصحة الأسنان؟
إن وجود حساسية من أغذية معينة قد يتبعه تضخم في اللحميات الأنفية أو اللوزتين أو حدوث انسداد جزئي أو كلي لمجرى التنفس مما يدفع الطفل للتنفس من الفم بدلاً من الأنف خلال النهار أثناء نومه. في حقيقة الأمر، طريقة التنفس هذه خاطئة و تؤثر بشكل سلبي على صحة الطفل من خلال العديد من المضاعفات. إن الاستنشاق من الأنف يعمل على تدفئة و تنقية و ترطيب الهواء و بالتالي يدخل إلى الجهاز التنفسي بأحسن صورة. أما التنفس من الفم، فإنه يؤدي إلى دخول كمية كبيرة من الهواء الملوث و الجاف الذي يزيد من فرصة الإصابة بالتهابات اللثة الأسنان. إن اعتياد الطفل على التنفس من الفم أثناء نومه، يؤدي أيضاً إلى جفاف اللعاب الذي يعتبر واقي لنمو البكتيريا و يعمل على المحافظة على درجة حموضة الفم مما يزيد من خطر الإصابة بتسوس الأسنان.
إن الاعتياد على التنفس من الفم في سن مبكر يؤثر على استقامة الأسنان و يزيد من فرصة حدوث اعوجاج في الأسنان مع استطالة في الفك العلوي. كما أن الاعتماد على الفم في التنفس سيغير من موضع اللسان الصحيح باتجاه سقف الحلق و يجعل اللسان يرتخي للأسفل مما يؤثر على مفصل الفك و يسبب آلاماً حادة به. إضافة إلى ذلك، يتبع ارتخاء اللسان عن موضعه و التنفس من الفم أثناء النوم إلى دخول الطفل في اضطرابات التنفس أثناء النوم و التي تشمل الشخير، و في حالات أسوأ تؤدي إلى انقطاع التنفس الإنسدادي أثناء النوم.
انقطاع التنفس الإنسدادي أثناء النوم يجعل الطفل يستيقظ من نومه متعباً دون شعوره بأخذ قسط كافي من النوم والراحة، الأمر الذي يقلل من تركيزه و أدائه خلال اليوم إضافة إلى حدوث فرط في الحركة والنشاط. لذلك، يجب على الأباء الانتباه على طريقة تنفس طفلهم و مراقبة وجود حساسية معينة اتجاه بعض الأغذية ليتمكنوا من وقايته من مشاكل النوم و التنفس و حمايته من الالتهابات و أمراض اللثة والأسنان. كما ينصح باستشارة أخصائية التغذية لتقديم النصائح و الإرشادات الغذائية التي تساعد الأهل و الطفل في تجنب مسببات الحساسية كما يمكن اتباع برنامجاً متكاملاً من تمرينات الوجه و الفم لتقوية العضلات و تدريب الطفل على التنفس الصحي والسليم.