متلازمة تململ الساقين وعلاقتها باضطراب النوم
متلازمة تململ الساقين هي حالة مرضية تسيطر على المريض، حيث تتملكه رغبه ملحة في تحريك الساقين، ولاسيما عند الشعور بالتوتر أو في أوقات الاسترخاء والراحة، كما في ساعات النوم ليلا، مما يؤثر بالسلب على جودة النوم، وعدم الحصول على نوم مريح ومنتظم.
ومن الملاحظ أن الإصابة بمتلازمة تململ الساقين يمكن أن تحدث في أي مرحلة عمرية، إلا أنه مع مرور الوقت والتقدم في العمر، تتزايد حدة الإصابة، وتكون الأعراض المرضية الظاهرية أكثر حدة ووضوحا، وهو ما يتسبب بالطبع في اضطراب النوم على نحو لافت بشكل يؤثر على أداء الفرد لأنشطته اليومية الاعتيادية.
عوامل الخطر وأسباب الإصابة بمتلازمة تململ الساقين
لا يزال السبب الفعلي للإصابة بمتلازمة تململ الساقين غير واضح، وإن أشارت بعض الدراسات الجادة التي أجريت في هذا الشأن إلى أن العامل الوراثي يلعب دورا هاما في زيادة خطر الإصابة. كذلك فقد رجحت بعض الدراسات الأخرى أن التغيرات الهرمونية في النساء قد يكون لها دور في الإصابة بمتلازمة تململ الساقين، ولاسيما في أشهر الحمل وعند الوصول إلى مرحلة سن اليأس، مما قد يكون تفسيرا منطقيا لاضطرابات النوم شائعة الحدوث أثناء الحمل أو عند اقتراب مرحلة سن اليأس لدى قطاع عريض من النساء.
أيضا وعلى سياق متصل، هناك بعض عوامل الخطر التي يتسبب وجود واحد منها أو أكثر في حدوث الإصابة، نذكر منها ما يلي:
نمط الحياة الخامل، الذي يتضمن نشاط بدني محدود.
السمنة المفرطة وقلة الحركة.
الإفرط في تناول المشروبات المنبهة التي تحتوي على الكافيين، كالشاي والقهوة ومشروبات الطاقة.
الإفراط في تناول مضادات الاكتئاب دون إشراف طبي متخصص.
تشير بعض الدراسات إلى أن تململ الساقين قد يكون أحد الأعراض المرضية الظاهرية للعديد من المشكلات الصحية المزمنة، مثل: مرض السكري، قصور الكبد الوظيفي، قصور الكلى الوظيفي، بالإضافة إلى بعض الأمراض ذات المنشأ العصبي، مثل مرض باركنسون أو داء التصلب المتعدد. كذلك يمكن أن نرى متلازمة تململ الساقين في الأشخاص الذين يعانون من انخفاض حاد في مستويات فيتامين (د) أو عنصر الحديد بالدم.
الإفراط في التدخين.
الصورة السريرية المصاحبة لمتلازمة تململ الساقين، وتأثيرها على النوم
تتسبب متلازمة تململ الساقين في العديد من اضطرابات النوم، سواء من حيث الكم أو الكيف، وهو الأمر الذي يكون سببا في الشعور بالخمول والرغبة في النوم في أوقات النهار بشكل حاد يؤثر على قدرة الشخص على الالتزام بأداء أنشطته اليومية الاعتيادية، وذلك على النحو التالي:
تتسبب متلازمة تململ الساقين في ارتعاش الأطراف بشكل لا إرادي ودائم، وبالرغم من ذلك فإن هذه الحركات تتعارض من استمرارية النوم، وبالتالي تؤثر على جودته.
يلاحظ أن الأشخاص المصابين بمتلازمة تململ الساقين عادة ما يجدون صعوبة في الاسترخاء وبدء النوم، ولاسيما أنهم يحاصرون برغبة ملحة في تحريك الأطراف كنوع من تخفيف التوتر.
أيضا فقد لوحظ أن قطاع عريض من المصابين بمتلازمة تململ الساقين يشتكون من ألم حاد أو حارق بالساق، والذي قد يكون مصحوبا بالحكة والخدر والتنميل في بعض الأحيان، وهو ما يكون له بالغ الأثر في الإصابة باضطرابات النوم.
وينصح بشكل عام بضرورة البحث عن مشورة طبية متخصصة إذا كانت متلازمة تململ الساقين تؤثر على النوم وتتسبب في الشعور بالخمول والنعاس في أوقات النهار.
تشخيص الإصابة بمتلازمة تململ الساقين
يعتمد التشخيص المبدئي لمتلازمة تململ الساقين، على رصد الأعراض المرضية سالفة الذكر. أما لتأكيد الإصابة، والوقوف على مدى تطور الحالة المرضية، ولمعرفة العامل المسبب، يتم إجراء الفحوصات التالية:
فحص التاريخ الطبي للمريض، والتأكد من عدم وجود مشكلة صحية قد تكون سببا في الإصابة بمتلازمة تململ الساقين.
اختبارات الدم (لمعرفة العامل المسبب): لقياس مستوى الهرمونات، قياس مستوى الحديد & فيتامين (د)، قياس مستوى سكر الجلوكوز بالدم، اختبارات وظائف الكلى والكبد.
إجراء دراسات النوم: يتم إجراؤها في مختبر النوم، ويهدف إلى مراقبة النشاط الدماغي وحركة العين والأطراف أثناء النوم، بالإضافة إلى تقييم النشاط العضلي والعصبي أثناء النوم، ومعرفة مدى تأثير ما سبق على معدل ضربات القلب ومعدل التنفس.
علاج متلازمة تململ الساقين
لعل أول خطوة علاجية يمكن اتخاذها هي ضرورة إزالة العامل المسبب أو علاجه إن كان متاحا (مكملات الحديد في حالات فقر الدم، التوقف عن المشروبات المنبهة، الحد من تناول مضادات الاكتئاب بعد استشارة الطبيب المختص … إلخ).
أيضا وعلى نفس السياق، يوصى بما يلي:
اتخاذ تدابير النوم الصحي.
العلاج الدوائي: يعتمد بشكل أساسي على الأدوية التي تحفز الدماغ على إفراز الدوبامين، وهي نفس الأدوية التي تستخدم في علاج مرض باركنسون (داء الشلل الرعاش).
يمكن إضافة الأدوية الباسطة للعضلات والمهدئات إلى الخطة العلاجية المقررة، وذلك في حالة عدم الحصول على التأثير العلاجي المطلوب من أدوية علاج مرض باركنسون.
أما في الحالات المتقدمة، يمكن أيضا استخدام الأفيونات (مثل عقار الأوكسيكودون أو الكوديين أو الترامادول)، لكن يجب أن يكون تحت إشراف طبي متخصص نظرا للأعراض الجانبية الخطيرة التي قد تنشأ في حالة الاستخدام الخاطئ لمثل هذه الأدوية.